الكاتب حمزة فؤاد جدوع

(( عين الشمس لا تغطى بغربال )) 

                ***********

              الأديب والباحث

            حمزة فؤاد جدوع 

هذا مثل شائع بين الأوساط الشعبية في جميع أنحاء الوطن العربي  يتردد دائما على مسامعنا كثيرا وما نسمعه ونقرأه هو من موروثات ثقافات مجتمعات اصيلة تعبر عن مدلولات فكرية جميلة  «الشمس لا تحجب بغربال» مقولة شهيرة وواضحة ، إلا أنه وللأسف يوجد  من يكابربنفسه ويسعى لسد ضوء النجم الضخم المشع بأوان تنتشر فيه الثقوب الواسعة ،  ويحاول التقليل من الجهود والأعمال الإنسانية  بقصد المعنى والدوافع الذاتية بسلوكيات الأغبياء، ومن الغباء ايضا ان يرى الحقيقة وهو في أضعف حالاته من الإدراك والفقر الفكري ليجوب حول مدار اليأس والإفلاس الأخلاقي وهو في شباك الجهل ويحاول حجب مصادر النور عن حقائق الواقع  وإخفائها بغربال الغيرة والأنانية التي تجعل الإنسان لا يرى إلا نفسه ولا يهتم إلا بشخصه هو , وهي غريزة فطرية في كل إنسان إذا كانت في حدود معرفة مقدار الذات ووضعها في موضعها , أما إذا تجاوزت حدود الذات إلى الغرور والتكبر  واستصغار الأخرين  وتسفيه آرائهم ,  فهنا تكمن الخطورة وأصل الداء .

وهذا تفكير سلبي تحبط القناعة والتعامل مع حقائق الواقع بنفس مريضة ومتشائمة ، وأن الحقيقة تبقى رؤية معبرة عن زهر الآداب وملكة مبهجة بالأنوار، وظاهرة لا تختفي معالمها بالمبررات والحجج ومهما كثرت ثغراته إلا أنه يسمح بمرور الضوء من الغربال، طالما قد توالت على الحياة شموسٌ ثقافية وأدبية وفنية، تسطع في عالمنا إبداعاً يحمل قيمة خالدة تتناقلها الأجيال، سيظل هناك  من يحمل غربالاً يحاول به أن يحجب شمساً ويفشل فتلك طبيعة الحياة التي عرفها من عرفها وجهلها من جهل.

  أن العقل الذي يتأمل مشكلات الفكر وأوضاع المجتمع سمة مميزة بالكلمة الصادقة والنابعة من خلجات القلب النقي والصافي والمؤمن الصادق أي أنه قادر على تخطي وتجاوز السلوكيات التي تقف بعقل جاف أمام منارات الثقافة وقامتها من خلال المقارنة بصورة يرسمها الفكر المتطلع بالجهد إلى أوسع الآفاق مِنْ التفكير، والنقد اذا كان باطره الصحيحة والبناء، لا يفسد البناء الفكري بل يعظم درجاته في الوعي والإدراك باعتباره أعلى مظاهر تحقيق الفكر لذاته. مع أجمل التمنيات وأحلى التحيات والأمنيات ٠٠واوقاتا سعيدة للجميع ٠٠٠٠٠