أين تكمن مسؤولية الأبناء تجاه الآباء
والأمهات
كثيرا ما نقراء أو نسمع عن ظاهرة اجتماعية لها بعدها الفلسفي في التربية والأخلاق وسوء العلاقة بين الأباء والأبناء التي تنتشر بين الأوساط الاجتماعية في كثير من الأحيان ، وربما يكون هذا الطرح مؤثرا بعض الشيء إذا ما قارنا تضحية الاب والام تجاه الأبناء في الرعاية والتربية مع بعض المواقف السلبية من الأبناء التي تمزق بنية المجتمع وتترك أثرا سيئا في نفوس الآباء كظاهرة اجتماعية ،ونعلم بأن الأبن منذ الولادة هو وليد يحل على الدنيا وهو في احضان الوالدين وليدا ضعيفا ،وتقع مسؤولية تربية بناءه الفكري والعقلي وضمان مستقبله في الحياة على الأم والأب ،بالرغم من أن الأم هي الأساس في حياة الطفل منذ الولادة، إلا أن دور الأب يبقى أهميته من نوع آخر في الحنان والسهر والتواصل ،ويستفيد من مناهل التربية والسلوك والثقافة العائلية ، وهناك مسؤوليات كثيرة في الحياة العامة والخاصة للاب ،ويسعى دائما التعامل مع الأبناء بمسؤولية تامة، فمشاركة الأب في تربية الأبناء شيء في غاية الأهمية، لما له من تأثير في تقوية شخصية الأبناء، فالأب يستطيع تحقيق التوازن الأسري من خلال اهتمامه بأبنائه ومصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم . وحين يكون الأب هو بيضة القبان في تحقيق التوازن الأسري ينتظر من الأبناء ما يفي حقه في أواخر رحلته العمرية ،واحيانا من يظهر من الابناء بمستوى تقدير المواقف الإنسانية والأبوية الكريمة ويقوم بالواجب ومتطلبات رعاية الأب وتأمين الحياة الكريمة له ،واحيانا وفي مواقف أخرى من يتنكر من الأبناء للأباء لأسباب مادية ودنيوية أو ضعف في التربية والسلوك وهذا إجحاف بحق الآباء وتركهم لغدر الزمان وهوله ،فإن حسن تربية الأبناء ورعايتهم وغرس القيم الصحيحة فى نفوسهم هى الضمانة الحقيقية لصلاحهم،وقال الله تعالى في كتابه المقدس (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) .وتنفيذا بما آمر الله تعالى به علينا أن تتفاعل مع هذا الأمر ونلفت أنظار الجميع أضرارهذه الظاهرة على حركة الحياة ومستقبل الآباء والأبناء والنسيج الاجتماعي للمجتمع وفي السياق نفسه فإننا نحتاج إلى الوعي الثقافي والاجتماعي لتقوية أواصر العلاقة وصلة الرحم والعمل على التماسك بالعلاقة الوجدانية والمصيرية حفاظا على مستوى العلاقة الإنسانية ومبادئها في المحبة والسعادة والرفاهية والحياة الكريمة ،وعلى هذا الأساس زاد اهتمامنا لطرح هذا الموضوع المهم والذي لفت انتباه كثير من الأدباء والكتاب والمفكرين والباحثين بسبب تأثيره على الترابط الأسري بين الأسرة الواحدة والمجتمع سيما ونحن نعيش في رحاب شهر رمضان المبارك شهر الإيمان والعبادة والطاعة والغفران والخير والرحمة وفي فضاء الفضائل والبركة والعطاء والعفو والتسامح . ادعو الله لي ولكم أتم الصحة والعافية والعمر الطويل والحياة الكريمة والرفعة على طريق الخير والبركة والرحمة … ومن الله التوفيق ان شاء الله …..
تعليقات
إرسال تعليق