كتب الشاعر عبد الكناري
ما ساءني منهم نحولُ ودادهمُ
قد ساء قلبي قساوةُ النكرانِ
وما ضرني مَن قد تمادى هجرهُ
مشلولُ منهُ ودهُ متواني
قد ساءني منهمُ برودٌ هزني
يذوي بوردٍ يعتلي بجناني
أن المودةَ اصلُ مَن فيها انبرى
نبذُ الجفاءَ بصحبةِ الأخوانِ
كرمُ النفوسِ سجيةٌ تحيا بها
نفسٌ تنوءُ لذلةِ الأذعانِ
مجبولُ نكرانُ الوفاءِ بعهدها
قلوبٌ تغالي حدةَ الهجرانِ
أشدُ مَنْ وطىَ الأديمَ خساسةً
بشرٌ غوى متنكرُ الأحسانِ
وأشدُ منهُ مَن يُجازي نعمةً
بُذلت اليهِ بنقمةِ الطغيانِ
ما كان أسهلُ من جفاهم حُلةً
مني أمتشقها خاطرُ النسيانِ
وما كان مني ان أماري ودهم
محمومُ قلبي بموقدِ العصيانِ
ضاعت مفاهيمٌ بها جفَّ الندى
وتوارى منها مسرحُ الخلانِ
وثوى عقيمٌ ينتبذ منها الهوى
مشلولُ كفٍ يصطلي بهوانِ
السوءُ في بذلِ المودةَ منازلاً
لا نرقى فيها مراتبَ الأنسانِ
عبد الكناني
تعليقات
إرسال تعليق