الاستاذ حمزة فؤاد جدوع

السخرية باب من أبواب الاستخفاف
                   والاستصغار 
   فلو دققنا في عصرنا الحالي وأمام هذه الأوضاع والمعطيات الجديدة سنقف على حقيقة أن في جوهر هذا الموضوع تطابق مع  ظواهر أخرى اجتماعية سلوكية  سائدة ومنتشرة في هذه الأيام ولكنها تختلف من شخص إلى آخر ومن موقف لاخر حسب تفاوت المستويات الثقافية والحضارية وتوازنه الفكري والثقافي والأجتماعي  وعلاقة البيئة وتأثيرها كما هو الحال تأثير البيئة الوراثية  على التفكير وأنماط الحياة وضعفها احيانا، بسبب تأثير الفقر الفكري والتفكير والمنطق والتدبر وعدم تقدير المواقف، ما يتيح لأنتاج حالة من الفوضى الفكري والسخرية لتردي في السلوك والفضول والغرور أو التدخل في الخصوصيات وشؤون الآخرين، كأن هذا السلوك تسلية وقضاء أوقات الفراغ هذا ما لمسناه من خلال ما نقرأ ونسمع من  بعض المواقف في العلاقات أو في التعليقات للمتدخلين ، رغم انها ظاهرة يخشى ان تتحول الى ثقافة  تسبب ازعاجا في  العلاقات وفي النسيج  الاجتماعي ، ولا شأن هذا السلوك مهما كان صاحب الشأن يمتلك من مؤهل ، ومِن الجدير بالذكر أن هؤلاء الأشخصاص الذين دائماً ما يتمتعون بالسخرية مِن الأخرين في الغالب يُعانون مِن إضطراب في الشخصية أو مِن مرض الفصام وهو ما يولد بداخله الشعور بالتقليل مِن الأخرين وإحتقارهم ويجعل هؤلاء الأشخاص دائماً ما يشعرون بأنهم الأفضل في كل شيء وأفضل مِن الجميع.يقول الله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ،ونحن أمام ظاهرة حقيقية  قد يكون مصدرها التأثير النفسي على أقل تقدير اوطريقة التفكير السلبي التي تحبط القناعة والمعنويات في العلاقات الاجتماعية وخسارة الأصدقاء والأقرباء، ،ولا نجد  لنمط السلوك المتوازن مكانا في وسط زحمة الأفكار المشوهة التي تنال من شخصية الأخرين في السخرية والغرور و الفضول والتدخل في شؤون الأخرين والحسد والغيرة والنفاق والرياء إن أكبر المشاكل التي تواجه مجتمعنا، ، تتجلى في الفقر الفكري اوالثقافي ، ويجب أن يعلم الانسان  بأنّ كل عمل  يفعله سوف يُردّ عليه يوماً ما، فلا يبقى للإنسان إلا الخير الذي كان قد فعله في الرخاء والأثر الطيب الذي تركه وراءه، وانتقاء الفضيلة والخروج من التعاسة والظواهر القاسية هو أفضل ميزان التوازن الفكري والثقافي والحضاري لواقع يحتاج إلى إعادة النظر وتقويم حال الأنسان  وقراءة المشهد بشكل جيد كي يستوعب  دروس الحياة وتجاربها  وأحداثها  والأفكار الهادفة لاكتساب العبرة والخبرة من الماضي البعيد والقريب واحترام المواهب والإبداعات الفكرية والأدبية والثقافية للناس٠٠٠اسأل الله أن يصلح ذات هؤلاء وأحوال من يرى الآخرين اقل شأنا منهم، مع تحياتي ٠٠٠

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الاديب الأستاذ غسان أحمد ألظاهر قصيدة بعنوان الألق البهـي

الشاعر الهادي عباس كتب شعر ياقلب

الشاعر الهادي عباس .. تونس 🇹🇳 كتب ظلم الزمن