الشاعر منصور العيش


العاقر

مرت من الزمان أوقاته في الأتعاب
و ليالي السهاد تلحفت بثوب غراب

سوداء فاحم نور فجر صباحها كأن
أفلت أقمارها وراء غيوم و سحاب

او كأنها خلقت عذراء من إنس جن
فوارت مفاتن حسنها خلف حجاب

و ها أنا ذي أرتجي من الله بشرى
تزيح عقرا أرق دوامه أعز الأحباب

و الأيام سائرة يملؤها هوس الليالي
و البطن فارغ عديم التكور و الإنجاب

لا حكيم لمعضلتي أتى بنافع خلاص
تطلعت إليه النفس بفائق الترحاب

و لا عطار في المدائن له كبير صيت
لم أقتني من دكانه أغرب الأعشاب

عنت خيبة التمني في حزن له مرارة
ذقت من كي نيرانها وابل الالتهاب

و لما لم أجن من ذا ولا من ذاك نفعا
حسبته يكمم أفواه صادحة بالعتاب

استسلمت لمن لهم في الميدان باع
أتت نتائجهم بينة التوضيح و الإعراب

قراراتهم أجلت عني كل مشين عيب
حتى كادت تصيب العش بالاضطراب

و لولا وءام في القلوب متين خيطه
صد صموده طيش فقدان الصواب

لانحل وثاق عروة لصون لمة أيامها
نبذت مراعاة رغبة التفريخ و الإنجاب

منصور العيش
الرباط
  25 - 08 - 22

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الاديب الأستاذ غسان أحمد ألظاهر قصيدة بعنوان الألق البهـي

كتب الشاعر علي أحمد أبو رفيع سقيم

كتب الدكتور صالح وهبة القصيدة بعنوان لغة العيون