كتب الشاعر د. علي يحيى البحيري قصيدة بين الماضي والحاضر
بقلم الشاعر د/ علي يحيى البحيري
أين التراحـم والـوفاء الغابـــــــرِ
أين المحبة والإخاء الطاهـــــــــرِ
أين التـرابط والتلاحــم والإبـــــا
أين المكارم أين صفو ضمائـــــرِ
أنا لو أحـدث عن زمان قد مضـى
عن طيب أهله عن نقاء سـرائـــر
لقضيت عمري في الحديث ولو له
خطّت يـداي فلن أكـون بحاصــــرِ
ولو استوت أغصان أشجـار الدنـا
أقلام تكتب والبحـار محابــــــري
وكتبت عن ماضي الـزمان خلاصةً
ما استوعبتها كواغـدٌ بدفاتـــــــرِ
زمنُ به ذو نخوةٍ ومـــــــــــــروءةٍ
إن تنتخيه يفز فزة طائـــــــــــــرِ
فكأنما من يستجيـر بركنــــــــــــهِ
يرجو الأمان من الـزمان الجائــــرِ
أحدُ الأقـارب والأحبة لو يكـــــــن
بلغ السبيل إلى حماه كعابـــــــــرِ
تجد الإخاء مع الإباء مع الوفـــــا
بصدورهـم والطيب ملء سرائـــرِ
تجد العروبة في الدماء عبيرهـــــا
بشذى المحبة مثل روضٍ زاهــــــرِ
تجد التـرابط والإخـاء مشيــــــــداً
كقلاع مملكةٍ بقلبٍ طاهــــــــــــــرِ
رغم الظروف ورغم قسوة عيشهم
لكنما قبلوا بعيش تنافـــــــــــــــرِ
يتعاونون يناصرون لبعضهـــــــــم
كم يبذلون من العطاء لضامــــــــرِ
ماذا تغير أو تبـدل ياتــــــــــــــرى
بحياتنا رغم النعيم الوافـــــــــــرِ
كم يشتكي ألم السقام أخٌ لنـــــــا
بمدامعٍ فتكت بلحم محاجــــــــــرِ
ويُغض عنه الطـرف لـم يأبه بــــه
أحدٌ بقسوة مهجةٍ ومشاعـــــــــــرِ
وإذا نظرت لحالهم وحياتهـــــــــم
تجد الذي ما لا يروق لناظــــــــــرِ
حال الغني بأي حفلٍ صاخـــــــبٍ
بذخٌ وإسرافٌ ببـذلٍ وافـــــــــــــرِ
ما جاد كفه لو ببضع دراهــــــــــمٍ
منها لـذي ضـررٍ وحـظٍ عاثــــــــــرِ
يتسابقون على الحياة كأنمـــــــــا
سيخلدون بها بدارٍ عامـــــــــــــــرِ
لو ينظرون إلى الحياة ومن بهــــا
وإلى رفات جسومهم بمقابـــــــرِ
لتذكـروا أن الحياة قصيــــــــــــرةً
وتسابقوا جمعاً لدارٍ آخـــــــــــــــرِ
بيدٍ تجود على الفقيـر ومن بــــــه
عللٌ وأسقامٌ بعيشٍ جائــــــــــــــرِ
هذا هو العمل الذي تلقى بـــــــــه
يوم القيامة للسرور الغامــــــــــــرِ
فأعد أخي نظراً بدنياك التــــــــي
لمن المحال دوامها لمغـــــــــــادرِ
تعليقات
إرسال تعليق