الشاعر حسن احمد الفلاح


أساطيرُ المدى
هذا الصّباح يمدُّ وجهَ الليلِ
من عرقِ النّسيمْ
وهناكَ بينَ سحابةِ الأقصى يئنُّ الفجرُ
من رمقِ الأديمْ
عليوسُ يسرجُ خيلَهُ بينَ الأماني
من تعاويذِ الجحيمْ
كي يستريحَ على غصونِ البحرِ
من موجٍ سقيمْ
عليوسُ يأتيهِ النّدى
من لذةِ الأشواقِ والجمرِ العقيمْ
وأرى عباءاتِ العروبةِ تلفحُ الأصفادَ
من صمتٍ دهيمْ
من سجنِ عوفرِ يخرجُ المجدُ المحنّى
من دماءِ الأولينْ
وطني على اهدابِهِ يحيا مدارُ الليلِ
من صلفٍ متينْ
وأرى ممالكَهم على حجرِ المدائنِ
تستردُّ الرّوحَ من وجعِ الأنينْ
هي رقصةُ القمرِ المحنّى
من أديم الصّالحينْ
يتنافسونَ إلى عناقِ القدسِ
من نبضِ الحنينْ
يرمونَ وجهَ الليلِ من مطرٍ
يحنّي جمرةَ القمرِ البعيدْ 
وهناكَ يزدهرُ مدارُ الشّمسِ 
من ألقٍ يباعدُهُ رمادُ البحرِ 
عن شطءِ الوحيدْ 
حملوا إلى أشواقِهِم سرَّ الهلالِ 
إلى مرايا 
النّجمِ من وهجي القديدْ
حملوا عناقيدَ النّدى 
في غفوةِ القمرِ المحنّى 
من دمِ الأطفالِ 
في لفحِ المنايا 
كلّما جاءتْ مزاميرُ العبيدْ 
تشدوا على موتٍ يهنّدُهُ الرّدى 
من صورةِ القمرِ الذي 
يهدي إلى أكوانِنا 
سرَّ المنايا من تناهيدِ الجدودْ 
حملوا على أكفانِهم 
من صورةِ الأقدارِ 
أسرارَ الوجودْ
وهنا على سورِ الفواجعِ 
يغسلونَ الفجرَ 
من مطرٍ يغازلُهُ المدى 
كي يستريحَ على جناحٍ 
بين أشرعةٍ لبحرٍ يخنقُ الأحزانَ 
من جمرِ المنافي
وهناكَ يغزو الليلُّ أسفاراً على أهدابها 
تأتي تعاويذُ الجنودْ 
فاضَتْ شواطِؤنا على اسطورةِ الوهمِ 
المحنّى بالوريدْ
أوَ كلّما غنّى الجراحُ 
على غماماتِ الخلودْ
صخبٌ ينهنهُهُ المدادُ 
على عروشِ جموعِهم 
في كلّ تسهيدٍ ولودْ 
أوَكلّما زالَتْ تجاعيدُ السّحابْ
تعلو مجاديفُ المرايا 
من توابيتِ الصّدى 
كي نرتدي ثوباً يذيبُ الفجرَ 
من عرقِ الضّبابْ 
هلْ يهتدي القمرُ المحنَّى 
من تهاويمِ اليبابْ 
عسراً على وهجِ الأساطيرِ التي 
تحمي فضاءً من أساطيرِ الغيابْ 
عينايا قافيةٌ لأقمارٍ تنادي 
صفوةَ النّورِ المحنَّى 
من أقاحي الأرجوانْ 
عينايا فوقَ الجرحِ يدميها الحنانْ 
عينايا تسلبها سطورُ الليلِ 
من عرقِ الجنانْ 
لا شيءَ تحرسُهُ الأماني 
من جذورِ الأرضِ 
في عقمِ الزّمان 
تمشي أساطيرٌ من الأغريقِ كي تحيا 
على جذرِ المدى 
في لجّةِ الأقمارِ من عبثِ الحسانْ 
عينايا غافيتانِ عندِ الشّمسِ 
من قمرٍ وجانً 
تمشي إلى زمنِ المنايا مع أساطيرِ النّوى 
لأرى على جفن الضّريحِ غمامةً 
تسري إلى أفقٍ تشرّقُهُ المقابرُ 
فوقَ ظلّ الشّمسِ 
من عرقِ المكانْ 
يا أيها الأعرابُ هلْ تحيا على 
ظلفِ القبورِ حمامةٌ أخرى 
تمدُّ الصّمتَ من جمرِ الهديلْ 
أمشي إلى عرّافةِ الأكوانِ
من زجلِ الهديلْ
أمشي إلى سرِّ الأساطيرِ التي
تحيا على رجفِ القبيلْ 
لا تحملوا عظمَ الأساطيرِ التي 
تحيي تجاعيدِ الرّحيلْ 
وهنا يبوحُ الليلُ من عرقِ النّدى 
جمرَ التّحدي في الجليلْ 
لا تحملُوا الأسفارَ من طروادةَ 
كي يستريحَ الموجُ في يومٍ ثقيلْ 
أأنا أنا أحيا على وهجِ الملاحمِ 
في صدى الأصواتِ من صخبِ الصّهيلْ
لا لنْ يظلّ البحرُ يحتبسُ الثّرى 
كيما ينامَ على جفونِ الموجِ أحبارٌ ونورْ 
من قبةٍ تحنو على رمقِ الدّجى 
في ليلةِ الفجّارِ من سقمِ القبورْ 
تحمينا من خفقِ المرايا صورةٌ 
تحيا على زبدِ الأكامْ
تحيا لتعلنَ من زفيرِ الفجرِ 
أنفاسَ الوئامْ 
وهنا على قمرٍ تعيشُ سنابلُ النّجمِ التي 
تتوالدُ الأقمارَ من رحمِ الخيامْ 
أيقونةُ البلّانِ يحييها النّدى 
كي يرحلَ الخفّاشُ عن جسري المحنَّى 
من ترابِ الأرضِ في وجعٍ الخِصامْ 
ويطيرُ نسرٌ في المدى 
كي يزهرَ الحنّونُ في مهدِ السّلامْ 
فالنّارُ نارٌ تحرقُ الأنفاسَ من زبدِ البحارْ 
وعلى تجاعيدِ الثَّرى 
تحيا على الآفاقِ أوردَةُ النّهارْ
يا أيّها المولودُ كم غنّتْ على أحزِنِنا 
في ليلةٍ حمراءَ منْ مطرٍ ونارْ
سفُنُ الرّحيلِ على نخيلِ الأرضِ من عقمِ 
الصّحاري والقفارْ 
وهنا يهادِنُنا الصَّليبْ 
في ردهةٍ يحيا على عصبِ من الزّيتون 
في يومٍ غريبْ 
تتدافعُ الأوجاعُ من غضبِ الدّروبْ 
وهناكَ ينتصرُ السّحابُ على رداءةِ عشقِهمْ 
في لجّةٍ غرقَتْ على أمواجِها 
من زهوةِ الأقدارِ أغصانُ الغيوبْ
فتحيّةٌللمجدِ في وجعٍ على قُبَلٍ 
تؤزِرُها دروعُ الفجرِ من ثوبِ الغروبْ
وتحيّةٌ أخرى على جمرِ المقابرِ مع نزوعٍ 
يُغْلِقُ الأنهارَ من عسفِ الحروبْ
لا ينتهي الفجرُ الذي 
ينمو على رمقٍ لبيعاتٍ 
توالَدُها خريفُ الموتِ 
من رَمَدٍ لفرعونَ الدّخيلْ 
من أينَ يأتي العابرونَ إلى أساطيرٍ 
تغنّي فرحةَ الأقدارِ من نزفِ لأهدابِ الثّرى
بينَ الأوابدِ والكرومْ 
وهناكَ فوقَ الأرضِ يحتبسُ رذاذُ الفجرِ 
من نفسٍ لأسفارٍ منَ التّوراةِ والإنجيلِ 
في عبقٍ يهزُّ الرّيحَ من عصفٍ وجومْ 
سنقولُ يوماً للبنفسجِ سورةً أخرى من القرآنِ 
كي نحيا على وهجٍ لعليوسِ 
الذي ظمأتْ مفاتنُهُ على جمرٍ من الأحقافِ 
في ولهِ النّدى 
كي نحرسَ الأقمارَ من هلعٍ جسيمْ
أهيَ أساطيرٌ تعاتبُنا على حوضِ المرايا 
مع تناهيدٍ حسومْ ؟ 
تهدي إلى وجعِ القبائلِ جلَّ أسرارِ الكتومْ
وقفوا على خفرٍ لإيْلْيا في عناقِ الفجرِ 
من غضبٍ يحدُّ الليلَ في جوفِ النّهارِ 
على أساريرٍ تقمّصُها رياحٌ من أساطيرٍ لكنعانَ 
الذي يحيا على عشبٍ لبيروتَ التي 
ترسو على أنوارِها سحبٌ من الأفرنجِ 
تحييها خواتيمٌ تهدْهِدُ قصةَ الأعرابِ 
من وهمٍ رؤومْ 
في الليلِ يدميها الرّدى 
لتعيشَ في ولعِ المآسي صورةً للفجرِ 
من حِمَمٍ ورومْ  
شعر حسن أحمد الفلاح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الاديب الأستاذ غسان أحمد ألظاهر قصيدة بعنوان الألق البهـي

كتب الشاعر علي أحمد أبو رفيع سقيم

كتب الدكتور صالح وهبة القصيدة بعنوان لغة العيون