الشاعر الصادق الهلالي كتب الشعر الاكاديميه الحضارة العراقية من على قمة الجبل
الشّاعر الصّادق الهلالي
تَشَوّقْتُ لِلّهْوِ بينَ الرّوابي
أَأَجْرِي يَمِينًا شِمالاً : شَبابَا؟
وأصْطَافُ زَهْوًا وأُشفِي غَليلي
بماءٍ زُلالٍ، وَفِيرٍ عُبَابَا
بِفَجٍّ ظَليلٍ ونَسْمٍ يُدَاوِي
بقَلبي جُرُوحًا، كَعَزْفِ الرًَبابَا
هواءٌ عَليلٌ ورِيحٌ بَلِيلٌ
وغُصْنٌ يميسُ بسَفْحٍ وغَابَا
مَسَاءً، لِضَوْءِ القَمَرْ والسّهَارى
كرَقْصِ الغَوَاني لَبِسْنَ الحِجابَا
فأوْراقُها من غِضَاضٍ ونَبْتٍ
عَلاَ ناضِرًا، رقَّ، لُبًّا أَذَابَا،
بِفَضْلِ الإِلاهِ الرَّحيمِ العَظيمِ،
بمَطْرٍ غَزِيرٍ ، ليُثْرِي تُرَابَا... فنَبْعٌ وخِصْبٌ وطيرٌ يُغَنّي
ولَيْلٌ وعِشْقٌ تراءَى سَرَابا
فأبكِي لِوَحدِي أَرِيبًا، فَأُخْفِي
بُكاءً مَريرًا، لِفَقْدي الحِبَابَا
وأبقَى مُنَاحٍ لِسَفْحِي ووَادِي
كَضَالٍّ مَشَى جِيئَةّ والذَّهَابا...
فَهلْ أَرْتَقِي قِمَّةً، مِنْ جِبالي؟
مُضِجًّا! لِماذا تَقَمَّمْتُ مُهَابَا؟
تُرَى، هَلْ سأَسْعى فقَطْ لِلتّلاقي؟
لِأَرْنُو لِحُسْنٍ ولَمْسِ السَّحَابَا
بَلَى! قَدْ أَشُوفُ الرّعَايَا صِغارًا
أراهُمْ كَمَا عَوَّدُونا ذِئَابا...
ورَغْمَ التّأَسِّي، شَغُوفًا بِغَابي
وبَذْلاً لِجُهْدٍ تَنامَى هَبَابًا
فَهُبّوا لوَقْفِ الَّذِي قَدْ تَناسَى
حِفاظًا عَلى بيئَةٍ مُسْتَرَابَا...
بِسَطْوٍ، زَمانَ العهودٍ الخَوالي،
فَيَا مَوْطِني أنتَ مِثلي، اكْتِئَابا
فعَشْوائِيًّا، استَغَلَّتْ وُحُوشٌ،
دَهَتْ باسِقاتٍ، أَرَتْها عَذابا
فلا تَبْتَئِسْ! مِنْ صَقِيعٍ وثَلْجٍ
يُغَطّي تِلالَ الأرَاضِي ضَبَابَا
لإرواءٍ نَبْتٍ وإشْبَاعِ سُدٍّ
برِزقٍ وماءٍ لرَيٍّ وشُرْبَا
"بٍعَيْنٍ" تَنَامَى بها الزّرْعُ تِبْرَا
لِإِسْعَادِ أَهْلٍ بِهَذِي الهِضَابَا
الشّاعر الصّادق الهلالي
+أريبٌ: فَطِنٌ حاذقٌ
تعليقات
إرسال تعليق