الشاعر احمد حسن الفلاح كتب قصيدة بعنوان سيف الطفولة


سيفُ الطّفولةِ
قمرٌ منَ الخبزِ المحنّى من لعابٍ
يرتدي ثوبَ المنافي في رحيلٍ
يزجرُ الأقمارَ من جمرِ الأصيلْ
والعمرُ يمضي
كلّما تحيا تجاعيدُ الصّهيلْ
ما أسهلَ الموتَ الذي ينمو على أهدابِهِ
عشبُ الرّحيلْ
أوَ كلّما تهتزُّ أوراقٌ يعصفرُها الخريفْ
تزجي إلى شمسِ المنافي
من سحابِ الفجرِ أوجاعَ الرّصيفْ
ما أسهلَ الموتَ الذي
يأتي من الآلامِ في رمدٍ خفيفْ
والخبزُ خيمتُنا الأخيرةِ من عناقيدِ اللظى
يحيي من الأحلامِ أنفاسَ الرّغيفْ
وطوَتْ غبارٌ من صحارينا إلى حلمٍ
يرصّعُ من وسامِ الأرضِ أورةً وطيفْ
هلْ تحلمونَ كما يمدّ الفجرُ حبلاً للمدى
في شربَةٍ أو غيمةٍ تأتي إلى الأكوانِ
من فجٍّ عميقْ
هلْ تكتبونَ على صحيفةِ فجركم اسماً
ينامُ على الطّريقْ
مدَّ الصغيرُ لسانَهُ
كي يلعقَ العسلَ المعمّدَ بالرّحيقْ
فأجابَهُ الطّاغوتُ لا
لا تأكلِ العسلَ المجفّفَ بالنّدى
يدميكَ أو يرديكَ في موتٍ حقيقْ
أخذَ الصّغيرُ بنصحِهِ
وبدَتْ نواجذُهُ تمدّ الرّملَ من وجعٍ
يعفّرُ من غبارِ الأرضِ أزهارَ النّهارْ
هذا الرّغيفُ نيازكٌ تحيي نجومَ الأرضِ
من جمرِ الحصارْ
وغداً ينامُ على الصّليبْ
في رحلةٍ أخرى يعانقُها الهلالُ
على زقاقٍ من تجاعيدِ النّدى
لاشيءَ يحملُ
من صدى الأشواقِ أورادَ الغريبْ
وقفَ الصّغيرُ بجودِهِ
يحمي طيورَ الفجرِ من غضبِ البحارْ
وهنا على أجفانِهِ تحيا نسورٌ ترتدي ثوباً
منَ الأزهارِ يحييها المحارْ
صرخَ الصّغيرُ على نواميسٍ
تهزُّ النّخلَ من مطرٍ ونارْ :
هيّا إلى جمرِ المنايا في تعاويذٍ
تنادي الفجرَ من صمتُ القبورْ
فتوسّموا الاقمارَ من عسلٍ يسيلُ لعابُهُ
بينَ الرّوابي والقصورْ
لا لن يظلّ الوهمُ يفتكُ بالمرايا
في لظى الاشواقِ من ظلّ ونورْ
جمدّتْ تناهيدُ الرّضيعِ على صقيعِ الليلِ
من قمرٍ وحورْ
قامَ الصّغيرُ إلى فضاءٍ
يرتدي ثوباً من الرّملِ المحنّى بالضّبابْ
فتعاظَمَتْ أنفاسُهُ كالرّيحِ يزجيهِ السّحابْ
وهناكَ يحترسُ الصّغيرُ على جسورٍ
من شغافِ الليلِ يحبسُها التّرابْ
شفقٌ هنا والشّرقُ يهديها رمادُ الليلِ
من وهجِ اليبابْ
فتوقّفَ الأطفالُ عندِ بحارِنا
كي يحملوا رملَ المدائنِ فوقَ أجنحةِ الغيابْ
وتهنّدَ الطّفلُ الصّغيرُ بسيفِهِ
كي يحرسَ الأقمارَ من ظلمِ الطّغاةْ 
والموتُ يزجيهِ طواغيتُ الرّعاةْ 
لا شيءَ يدفَعُ زيفَهُ عنِ سيرةِ الأحزانِ 
من رمدِ الحياةْ
إلّاكَ ياطفلَ الحجارةِ من نواميسِ الرّماةْ 
اضربْ بنعليكَ الرّدى 
فالفجرُ عنوانٌ يمدُّ الشَّمسَ من رمدِ الشّهيدْ 
وهناكَ يحيا الطّفلُ مع قمري الوحيدُ 
يحيا على أسفارِنا من سورةِ الإسراءِ 
في فجري الجديدْ 
يحيا ليرسمَ للنّدى 
حجراً منَ الجمرِ العتيدْ 
إلّاكَ ياطفلَ الحجارةِ لنْ تنامْ 
وعلى جذوعِ النّخلِ يهدُلكَ الحمامْ 
صوتٌ جديدٌ في فضاءِ الفجرِ 
يزجيهِ السّلامْ
وهجٌ على سيفِ الطّفولةِ لنْ يظامْ 
وهناكَ في الأكوانِ ينقشعُ الظّلامْ 
ياطفلَنا المدميّ من جمرِ المدى 
هل تزهرُ الأنوارُ في طيفِ الحنينْ 
قمراً وورداً من شذا الأقدارِ 
في وهجِ المخيّمِ من جنينْ 
وقفَ الصّغيرُ على جفونِ الفجرِ 
يحملُ سيفَهُ 
كي يرسمَ الفجرَ المحنّى من ينابيعِ الأنينْ 
وقفِ الصّغيرُ على تفاصيلِ الحكايةِ 
يرتدي من خصلةِ الشّمسِ التي 
تحيي رداءَ العشقِ من حينٍ لحينْ 
شعر حسن أحمد الفلاح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الاديب الأستاذ غسان أحمد ألظاهر قصيدة بعنوان الألق البهـي

الشاعر الهادي عباس كتب شعر ياقلب

الشاعر الهادي عباس .. تونس 🇹🇳 كتب ظلم الزمن