كتب الشاعر د. علي يحيي البحيري قصيدة بعنوان الظلم
بقلم الشاعر د/عـلي البحيـري
ياأيهــــاالإنســــانُ ويحــك ماالــــذي
ترجـوهُ من ظلـمِ الضعيفِ وتنشـــــدُ
ألاتخـاف من الـذي رفـع السمـــــــــا
ولـه بجـوفِ الليـلِ عبــده يسجــــــدُ
ألسـت نخشــى دعــوةً بسجـــــــودهِ
وللــهِ يشكـــــــــــــو حالــهُ ويُنَـــــدِّدُ
فيدعـو عليـكَ بخلــوةٍ فـي ساعـــــةٍ
للــهِ فيهـا مـعَ البريــــةِ موعــــــــــــدُ
يدعـو شــديدَ البطـشِ يطلــبُ عونــهُ
يرجـــو القضـــاءَ وقلبــهُ يتوقــــــــــدُ
ويــدُ القـــويِّ قريبـــةٌ يبطـش بهـــــا
للظالمـينَ ولـويصلـــوا ويعبــــــــدوا
ودعـــوةُ المظلـــــومِ يأتــي وقعهــــا
حــالاً عليــكَ وليــسَ فيهــــا تــــــرددُ
فـلاحجــابُ يصــــــــــدُّ دعوتـَـــهُ ولا
مناصَ منهـا أوهنـــالك منجـــــــــــــدُ
ياأيهــاالإنســانُ ربـُـكَ مـاارتضـــــــى
ظلمــاً وربـكَ بالكتــابِ يُؤكـــــــــــــدُ
ولا يظلــمُ الرحمــنُ قــطُّ عبـــــــــادهُ
وأيـــادي جــودهِ لاتساويهــــا يـــــــدُ
مـاذا ستجنـــي إن ظلـمتَ عبـــــــادهُ
وبــأي مظلمــةٍ تعيــشُ وتسعــــــــــدُ
الظلــمُ ظلمــاتُ القيامـــةِ فأتقــــــي
ظلــمَ العبــادِ فربـــكَ المترصـــــــــــدُ
للظالمـــين وبطشـــهُ أقـــــوى ولــــن
يفلتـــكَ مهمــا للرجــــاءِ تـــــــــــرددُ
فتقضــي الحيــاةَ بحســـرةٍ وبذلـــــةٍ
ويــومِ القيامــة فـي السعيــرِ تصفّـــدُ
وتــرى بإبــنكَ مـاصنعتــهُ بالــــــورى
شــيئاً بـظلمــكَ والمعاصــي يشهــــدُ
تــلكَ العواقبُ حيـنَ تأتــي فـي غــــدٍ
علــى الأحبــــةِ هـل تُــراهـا تُحمَــــــدُ
أمـا اتعظـتَ مـنَ الحيــاةِ وأهلهــــــــا
هــذا أشتكــى سقمـــاً وذلـكَ مُقْعَـــــدُ
وهنــاكَ أبنــاءٌ لظلمـــكَ يدفعـــــــــوا
ثمنــاً وقلبـــكَ نـــــادماً يتنهـــــــــــــدُ
فكــم مـن ظلـــومٍ باغتتــهُ يـدُ الـردى
فقــال المغســلُ أجلسوهُ وأقْعِـــــدوا
ولســانُ حــالهِ قائـــلاً مـاذا جـــــــرى
ياإبـنِ آدمَ أيـنَ أنـتَ ممــــــــــــــــــدُ
وأيـنَ ذاكَ البــــــــأسُ ولـّـــى ياتـُــرى
وصـوتُ حنجــرةٍ هزيمــهُ يرعــــــــــدُ
وسيـاطُ ظلمـكَ للعبــادِ ألــم تعــــــــد
تقــوى يــــــداكَ لحملهـــا وتُهــــــــددُ
أنظــر لحــالكَ كيفَ بِـتَّ ممـــــــــدداً
والجسـمُ عـارٍ قلبـــــوهُ وجـــــــــردوا
وكفنــــــــوكَ وحنطـــــوكَ وبعدهــــا
حملـوكَ حمــلاً للحــــــــودِ ولحّـــــدوا
أهالـوا التــرابَ وودعـوكَ ولــم يعــــد
أحــــــدٌ سيأتــــــي سائــلاً يتفقـــــــدُ
فلقــد رحلـتَ عـنِ الحيــاةِ فمـاالـــذي
نسيتَ فيهـــا إن أخذتــهُ تسعـــــــــــدُ
أتـراهــــا أمـــوالاً فمـاهــــــو نفعهـــا
فهــي الأخيـرةُ ذاتَ يــومٍ تنفـــــــــــدُ
أفنيتَ عمــركَ بالمظالـــمِ جامعــــــــاً
مـالَ العبــــــــــادِ ولـلأذى تتقصّـــــــدُ
ورحلـتَ عنــهُ وماحملـتَ لدرهـــــــمٍ
هـذا عذابــكَ حيـــــث أنـــت مجمـــدُ
فأنظــر إلـى الأمــوالِ كيـفَ تحــولت
فـي القبــرِ نـاراً يابن آدم تُوقَـــــــــدُ
وتوارث الأهلــــون مالكَ وأنتهــــــى
والذنبُ باقٍ في سجلّكَ يُرصـــــــــــدُ
فــــــــردَّ المظالـــمَ للعبـــادِ فإنـــــــهُ
ءآتيـــــــكَ يـومّ سرمــــــديٌّ أســـــودُ
فإيـاكَ مـن ظلــــمِ العبـــــادِ لإنـــــــــهُ
علــى الإلــهِ متـى فعلــتَ تمـــــــــــردُ
راجـع حســـاباتَ الزمــانِ جميعهـــــا
رد المظالـــمَ للعبـــادِ ليسعـــــــــــدوا
واقنــع بعيشــكَ وابتغـي كـرم الــذي
يعطــي الجميــعَ وملكــهُ لاينفــــــــــدُ
طوبــى لعبــدٍ بالقليــلِ قـدِ ارتضـــــى
ويــرى الحيــاةَ بعينــــهِ لاتُحمـــــــــدُ
ولـه فـــــؤادٌ فـي الجنـــانِ معلـــــــقٍ
حيـثِ الخلــودِ وفـي الدنيــةِ يزهـــــدُ
وتبــاً لمــن عشقــوا الحيـاةَ ومـن لهــا
قرعــوا الطبـولَ وكبروهــا ومجـــــدوا
في تآريخ 5/ 2/ 1430هـ
تعليقات
إرسال تعليق