بقلم الشاعر الكبير محمد كابي عالم الدسائس
أيها الآدمي الذي قد قلبه
لا من طين بل من حجر ضِرارا
انظر ما صنعت يداك
الرحمة ماتت فيك
وأهديت للموت أناسا كِثارا
لست حرا بل لعبةً
لمن أعطاك الضوء الأخضر
وبسط لك الجائحة والأسرارا ،
ألا يكفيك الجوع والفقر
والجهل تفشى في الدنيا
وطفح الكيل والقهر
ألا تكفيك الخطوب والحروب
أتت على الأزهار والنعم
على الأشجار وخلفت الدمارا ؟
ألا يكفيك وأَدْت حلم الإنسان
في أن يكون رقيه خير العبر
ويكون الإخاء محجته والمزارا ؛
أيها الآدمي الذي قد قلبه
لا من طين بل منحجر ضرارا
ما أبشعك ، ما أقبحك
حين يصبح علمك إبادة
للصغار ،للشباب ولمن
لسعتهم وطأة الهرم اضطرارا ،
أيها الميت ضميره أين ما تغنت
به الأمم من حضارة
فهل الحضارة عندك وباء
ينتشر سريعا كارثة وإعصارا؟
أين السلم ، أين السلام، أين الأمان ؟
لا دخل للرب الرحيم
وقد فاح صنيعُكُم لؤما
غدرا ،جبنا واِّدِّكارا ،
سدت منافذ الهواء العليل عنوة
في كل المدن والأرياف والعواصم
ساد الرعب والهلع
الموت وحده يجثو على الأجساد
زهوا وانتشارا،
تخلى الناس عن عاداتهم
عن أفراحهم
عن جنائزهم
واحد يبكي من هلع زمانه
واحد يشكو من ضر آلامه
واحد في سرير اليأس لا علاج له
ينتظر مرعوبا انوى في ركن
تمنى بعد المصاب انتحارا
وبلدان كانت مثالا للعيش الكريم
هوت كجلمود صخر تدهورا وانحدارا
كل ساعة اموات
يتامى
ثكالى
والناس في حَجرهم حيارى
تلك الشوارع حنت لنا
تلك الجدران تصرخ من الأسى
مات فينا الإنسان
أقفر المكان وتسيد الزمان
لم ترحموا أحدا ، رفعتم علم
الطمع والمصلحة الرعناء شعار...
أبكيك أيها العالم المخبول الغارق في النهب
والغدر الذي يحسَبه العرابون انتصارا ،
أن الأوان أيها العالم الهمجي
لتدخل المشفى ثمينة هي حياة البشر
مهما ضربتم عليها بالكذب الحصارا
كل الخوف لدى الناس جبن
عاش من هزم النكبات تحديا وإصرارا؛
تعب قلبي من زيف الأنباء
أيها المتعبون مثلي
يا من قصفوا مشاعرهم
بالبهتان أخبارا،
ما لهذا الدين بالجهل ناحت منابرهُ
والأرض استكانت بعد صخب
ورجت من هول جثت وضحايا
وتساوت في الرعب دور الكون ومقابره
ما لهذا العلم الفتاك
أضحى وأدا علانية لا تجهل مصادره
عهدي بالعلماء أشرف الخلائق
لكنهم طلعوا من جب الشياطين
في عصر النفط قتلة وأشرارا ،
هذا الكون أحبتي يستحق رجة
ليعود لسن الرشد
كي تعزف لحن الحب المزامير
والنايات وتمسك الأنامل الأوتارا
فيا أيها الجالسون على سكين الذعر
لا تخافوا هذا الموت الخاشم
غدا تفهمون طلاسم المهزلة
وتفكون شفرة السيرك الدولي
وما صنعته يد الإثم احتكارا .....
أيها الآدمي الذي قد قلبه
لا من طين بل من حجر ضرارا
نحن لا نرضى بعد هذا الخراب
غير الحياة
غير العشق
ولا نريد منكم لمن قضوا اعتذارا
فأنا أنتمي لفصيلة الفقراء
الساهرين على دكة الحب اختيارا
ولي أمل ملحاح أن ترقص السماء
غدا رقصة الأعراس
وتلفظ أوزارها
وتنهمر دموعها لكل الأوادم
بالبشر بالحياة أمطارا وأزهارا .
الجديدة في 24/03/2020
محمد كابي
تعليقات
إرسال تعليق