الاديب حسين جبارة كتب قصيدة بعنوان بالطوب ترمى


بالطوبِ ترمي
--------------
بيتًا خسرتُ وموطنًا
جارًا وكرما
ذكرىً حملتُ ومسكنًا
وحضارةً وثقافةً
هُجّرتُ قسرًا ما ارتكبتُ جنايةً
إثمًا وجُرما
مُستهدَفًا في مهجعي
كينونتي وتواجدي، قوميّتي وكرامتي
عانيتُ غدرَ تآمرٍ
يبغي الغزالَ مُطارِدًا يصطادهُ متربِصًا
للسهمِ مرمى
زوجًا خسرتُ مناضلًا
أَبلَى دفاعًا
مستميتًا مخلصًا خاضَ الوغى
رجلًا جسورًا طافَ مقدامًا وشهما
الريحُ تعصفُ في الفؤادِ وفي النّهى
والعِلمُ يقصفُ بالذكاءِ نوافذًا
بالقاذفاتِ يعيثُ إطلاقًا ورجما
لم يُبقِ في وطني جمالًا دافِئًا
أو خيمةً تؤوي بقيةَ لاجئٍ
فَكَوى ضلوعي والهوى والروحَ أدمى
بِكري أسيرٌ منذُ فكّرَ مرّةً
والبنْتُ تطوي في السّجونِ مؤبّدًا
صاروا جميعًا للمحقّقِ مطلبًا
في عالمٍ متلوّنٍ
بالصمتِ يجهرُ
لا يرى بنهارهِ يختالُ أعمى
في عالمٍ يغتالُ عدلًا بيّنًا
في صفقةٍ تقتاتُ فخذًا جَرّدتْ بالسيفِ عظما
جسمي تلوّى تحتَ ضربِ مُسدّسٍ
مَلَكَ الرصاصَ بغابةٍ
قتلَ الجنينَ بطلقةٍ
أرداهُ حُلْما
الكونُ باتَ مُهدَّدًا
يشكو تسلّطَ حاكمٍ متفرّدٍ
ضربَ المُخيّمَ أخمدَ الكانونَ فحما
لن تطفئَ الصفقاتُ شمسَ عدالةٍ
ليلي برغمِ ظلامهِ
حقًّا يضيءُ يُنيرُ نجما
كلٌّ تلاحمَ لاستعادةِ منزلٍ
والحبُّ نورُ البيتِ أعْشَقُ أصطفي
كم لا يشيخُ المفتدي روحًا فلحما
كلُّ النّسورِ بحوزتي، بالطوبِ ترمي غاصبًا
تبني منازلَ عائدٍ
تعلي مساجدَ عابدٍ
بالنصرِ تصدحُ عاليًا
سيفًا تفلُّ تشقُّ تلما
حسين جبارة ايلول 2018

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الاديب الأستاذ غسان أحمد ألظاهر قصيدة بعنوان الألق البهـي

الشاعر الهادي عباس كتب شعر ياقلب

الشاعر الهادي عباس .. تونس 🇹🇳 كتب ظلم الزمن