كتب د. كتور محفوظ فرج الشعر بعنوان وردتي


وردتي

وردتي عاشرَتْني طويلاً أبثُّ لها
ما اعتراني من الحزنِ
منذُ سنينٍ
إذا ضاقَ صدري لجأتُ إليها
شكوتُ لها البعدَ عن أهلِنا والديارِ
فلم تكُ تبخلُ
عن أنْ تواسيَني
بجمالِ براعمِها
وحديثٍ لا كمامِها
حينَ تبسمُ لي
بعبيرٍ أطوفُ بزورقِهِ في هدوءٍ
وتدعو الفراشاتِ
أنْ تَتَحلَّقَ حولَ مفاتنِها
لغة لم أكنْ قَبْلُ أألفُها وبمرورِ
المدى أخذتْ تَتَفهَّمُني
وتتَرجمُ لي ما أقولُ
وماذا تقولُ ؟
أرى كلَّ غصنٍ بها فيه أمكنةٌ
قد كوانا الحنينُ إليها
حدائقُ نادٍ ومكتبةٍ
هي جنتنا في الصبا
ووقوفي على سطرِ آسٍ تقابلُني ( عزةٌ )
وأقدِّمُ جوريّةً للحبيبةِ (سوسة)
وحينَ أودِّعُها تتمسَّكُ بي بتلابيب
ثوبي دبابيسُها
أقولُ لها : سأعودُ إليكِ
وإنْ كنتِ لستِ تطيقينَ هجراً
فإنَّ مصائرَنا لم تكنْ بإرادتِنا
يومَ كنتُ التقيتكِ لستِ كما الآنَ
منذُ ثلاثينَ عاماً
غرامي تأصَّلَ فيكِ
وحولكِ بتلاتُ وردٍ كثيرٍ ويعبَقُ بالعطرِ
لكنْ إذا قيلَ وردٌ
تَمثَّلَ لي العطرُ عطرُكِ
واللونُ لونُك
حتى كبرنا
الغصونُ بوجهي عَمَّقَها العمرُ
والقهرُ
أما غصونُكِ رغمَ العناية
آلمها حزنُ الارضِ
إذ يبستْ لم يعدْ غير ُغصنٍ
أداريهِ
وهو يصارعُ عاهاتِهِ
مُظهراً لي عافيةً
وكلانا تظاهرَ قدّامَ عاشقِه
أنَّهُ ظلَّ في قِمةِ العنفوانِ
ولكنَّنا موقنانِ إلى أنَّنا جاريانِ
لِنهايتِنا

د. محفوظ فرج
١٢ / ٣ / ٢٠٢٣م
٢٠ / شعبان / ١٤٤٤هـ

اللوحة التشكيلية للفنان الكبير ستار كاووش

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الاديب الأستاذ غسان أحمد ألظاهر قصيدة بعنوان الألق البهـي

الشاعر الهادي عباس كتب شعر ياقلب

الشاعر الهادي عباس .. تونس 🇹🇳 كتب ظلم الزمن