وانت ألمي بقلم الاديب د. كمال نزيهة

🌿وأنتَ ألمي !...

كم أعشقكَ ياألم السلام ..

كم أعشقُ نارَكَ متلألئةً بالّلهب ...

عذابي بكَ شامخٌ

يمضغُ مسافات تجعلني

مجبولاً بالأنين .. تفصلُني

عن ظلّي

عن صوتي

عن نبضي

عن دربكَ

ياساكنا قلبي ..

المُزدانُ بالشوقِ والعتب ...

نخبُكَ ياألم السلام ..

أناديك أنت ألمي

يامَن تشعرُ بجذور إكتئابي

المعرّشة في الطين

تكتبُ أشعاراً حمراء

للحزن والغضب ...

إنّكَ إبتسامة الدهشة بِي

لوطأةِ البقاء

لنزيفٍ من شرايين الأرض

لإخضرار الشقاء

لسواد السماء

وعزّة الخوف

وألوان الأسماء !..

نخبُك ياااألمي ..

أسألك فردّ السؤال

من أنتَ ؟! ..

من أنا ؟!...

أنا الأرض الحُبلى بلغة الضاد

حروفها تنبض بِي ..

أنطقُ بها لغة النحو والإعراب

 أنا العربِي .. 

 أمتشقُ حروفي سيوفاً 

 إبن العروبة أنا .. 

 أنااا العربِي .. 

 إبن المائة وأربعة وعشرين ألف نبي 

 وُلِدتُ من قدسيّةِ هذا التُراب .. 

 أنااا العربي .. إبن أُمّي وأبي .. 

 أحملُ راية الوحدة والوئام 

 ومُعتَقَدي .. 

ديانات المحبّة والسلام 

 ولااا فرق بين نبِيٌ ونبِي .. 

 آااه ٍ أنا العربي .. أمضي 

 وجميلةٌ الآهات بِي .. 

 تسكُنني لُغتي .. 

 وسلاحي حروفي والمُعتقدات .. 

 لغةٌ أنزل الله كتابه بها 

 ووحّدَنا بأقدس الأسفار والأناجيل     

 والسّوَر والآيات .. 

 فتلقّفها هذا الزمن المليء 

 بالنفاق والغدر والتُرّهات !.. 

 نخبُكَ ياااألمي وأنتَ .. 

 تدخلُ عواصمَ الفقر 

 وكلّ بساتين الجراح 

 وأنتَ من يدري .. 

 بأنّهم غرسوا سيف القهر 

 في صدري !... 

 اغتالوا المعاني البريئة للعروبة 

 المرسومةُ خرائط في قلبي 

 وأدخلوها زنزاناتهم 

 قبل طلوع الفجرِ

 وجعلوك أنتَ المُباااح ... 

 يامن تُريدُني مهاجراً 

 إلى لغةِ الصّمتِ !.. 

 وأنا من يرَى الأطفال وهم 

 يلبسون جلودهم 

 وتصطَكّ من البرد الأسنان 

 والأمعاء خاوية في صراعٍ 

 مع الجوع والنسيان .. 

 أنظرُ إلى تلك العصافير 

 تُوضّبُ حقائب الرحيل 

 إلى من يُسمّونَها 

 بمدن الشمس والحُبّ والإنسان !.. 

 لن أصمت ياااألمي .. 

 مادام إبداع لغة الضاد جميل 

 ومادام يكتبُ مداد يراعي الأصيل 

 ومادمتُ أسمع من وطن العروبة 

 ذاك الصهيل .. 

 ومادام السؤال إلى القلب يميل 

 أسألكَ ياألمي ... 

 أين العروبة من هذا الزمان؟ 

 هي خرجت من زنزانتها !.. 

 أين إبتسامتها ؟!.. 

 إشتاقَ إليها المكان !.. 

 أين المحبّة والوئام ؟  

 أين السلام .. أين السلام ؟.. 

 ياااألله .. هل لي أن أكشف عن سرٍّ  

 رمادي اللون في إمتداد عطشي 

 وصحوَة نزيفي !.. 

 أكشف عن المعاني لأسمائكَ 

 الحُسنى 

 أُناشدكَ بها أن تَصنَع صليب عمري  

 وتُريني حبل مشنقتي يتدلّى 

 يعصر أبجدية الضاد !.. 

 أو أزحف .. أبحث عن عنوان 

 لزمن البطولة .. 

 بتوافق عربيٌ يتحلّى

 هو التأهبُ في الصحوِّ 

 ولحناً خافتاً خجولا 

 إنّه ربّما لحن الخفقة الأولى .. 

 طُهراً يُولدُ لأرض العروبة 

 حروف الحُبّ والرجولة .. 

 ويُضحي الألم تألقاً 

 ويصرخُ حرف الضاد : 

 جزئتموني ، لن تُضعفوني .. 

 لن تُهمّشوني .. 

 أنا عاشقٌ عروبتي 

 أنا مؤمن بقوّة وحدتي 

 لن تنالوا منّي ... 

 مهما طالت إقامة الظلام .. 

 مهما قتلتم الأحلام ، وكسّرتم العظام .. 

 ففي كلّ صباح يُشرق حلمٌ 

 وفي كلّ لحظة يولدُ نخاع عظم 

 وأعلمُ بأنّي .. 

 لن تُزيلوا ضغط الجوع عنّي .. 

 لكن أنا العربي !.. 

 لن أهادن .. لن أساوم 

 رغماً عنّي أجزائي العربية 

 أصبحت أشلاء .. 

 سأبقى سامقاً 

 رغم أنوف الأعداء .. 

 صابرٌ .. صابر حتى يملّ 

 الصبر منّي !.. 

 سأبقى أقاوم وأدفع طغيان 

 الغدر عنّي !.. 

 لن أسقط أنا العربِي .. 

 لن تسقط أُمّي ولا أبِي 

 فأنجبوا اللسان العربِي .. 

 في ثنايا الضاد رسالتِنا 

 لنا فيها فلسفتِنا 

 وفي اللسان عبقريتِنا  

 ويا أُمة عروبتِنا هيّا إنهضي

 لتدوم حياة أُمّي وأبِي !.. 

 انشري .. السلام 

 السلام عليكم في أرض 

 المحبّة والسلام !.. 🌻🌿

 

🌿بقلمي:الأديب د. كمال نزيهه  

                   5 / 2023

وافر الشكر والتقدير والإمتنان على منحكم لي شهادة سفير السلام

بوركتم وبوركت جهودكم بالمحبّة والإحترام والسلام 🌿