ليتني انساك بقلم المهندس نواف عبد العزيز ابو عبادة
لَـيْـتَـنـي أنـسـاكَ يا طَـلْـقَ الـمُحَـيـّـا
يا طـويــلَ الهـجـرِ يـا قـاسـي عَـلَـيـّـا
أيـُّهـا الـلّاهـي وفـي عَـيْـنَـيَّ أنــــــــــ
ــــتَ مُـقـيـمٌ لـم تُـفـارقْ بُــؤْبُــؤَيـّـا
أيـُّهـا الـسّـاهـي و قـلـبـي لـم يَـزَلْ
بـــكَ خَــفـّـاقـــاً بـذِكْـراكَ نَـــــدِ يـّـا
أيـُّهـا الـقـاســي الـذي أضْـنَـيْـتَـنــي
و فــؤاداً لــم يـزلْ غَـضــاًّ طَـرِيـّـا
أيـُّهـا الـنـاسـي حــبـيـبـاً لـم يَـمِـلْ
قـلـبُـه عــنــكَ ولـم يـهـجُـرْكَ شَـيـّـا
كـيــف تـنـسـانـي و كُـلـّي أَلْـسُــنٌ
مـا سَــلَــتْ عَــمَّـنْ تَـوَلّاهـا نَـسـِـيـّـا
لـيـتـنـي أنْـسـى و قـد حـانَ الـكَـرى
لـكَ طَـيْـفـاً لـيس يَـنْـأى مُـقْـلَـتَـيـّـا
لـيـتـنـي أنـسـى رَنـيـنـاً شـــــادِيـاً
وصَـدى صـوتٍ يُـنـاغـي مِـسْـمَعَـيـّـا
*****************
آهِ مِـنْ عَـيْـنَـيْـكِ مـا أَبْـهـى الـسَّـنــا
كـيـف أنـسى فـيـهِـمـا وَمْـضـاً سَـنِـيـّـا
آهِ مِـنْ جَـفْـنَـيْـكِ مـا أحـلاهُـمــا
و رُمـوشـــاً كُـثِّـفَـتْ دَوْحاً رَخِـيـّـا
عُـقِـفَـتْ كالـقَـوْسِ تَـرْمي أَسْـهُـمــاً
مِــنْ لِــحــاظٍ سُـــدِّدَتْ مـنـها إِلَـيـّـا
فـارْتَـمـى الـقـلـبُ قَـتـيـلاً لـلـهـوى
راضِـيـاً مـا كـان لـلــسـهـمِ عَــصِـيـّـا
آهِ مِـنْ صـوتـِكِ فـي أنـغـامِــــهِ
كـيـف أنـسى صوتَـكِ الـعـذبَ الـنَّـدِيـّـا
وكلامـــاً ســـائـغـاً فـــي أُذُنَـيـّـا
وحـديـثـاً إذْ يَــرُدُّ الـمَـيْـتَ حَـيـّـا
يـا لِـقـلـبـي كـيـف يـنـســاكِ وأنـــ
ــــتِ لـديــه مِـثْـلَـمـا الــرّوحِ لَــدَيـّـا
لـسـتُ أنـسـاكِ وقـلـبـي خـافــقٌ
أنتِ ما أغلاكِ مِـنْ نفـسـي عَـلَـيـّـا
****************
كـم سَـقـانـا الـحـبُّ أقـداحَ الـطِّـلـى
وسـَــــقَـيْـنـاهُ أَبـــاريــقَ لُـمَـيـّـا
كـم تَـمَـنَّـيْـنـا عـلـيــهِ مِـنْ مُــنـــىً
واقْـتَـنَـصْــنـا مِـنْ أمانـيــهِ الـحُـمَـيـّـا
وجَـنَـيْـنـا مـنــه أحــلامَ الـصِّـبــا
فــي وِصــالٍ مـــا أُحَــيْــلاهُ جَـنِــيـّـا
وقَـطَـفْـنـا مـنــه بـاكـوراتِـــهِ
وتَـنَـسَّـمْـنــاهُ فَـــوّاحــاً شَـــــذِيـّـا
فَـرَمـانـا الـبـيـنُ بـالـسـهـمِ الـذي
راحَ يَكْوي بـي شِـغـافَ القلبِ كَـيـّـا
أيـن أنـتِ الـيـومَ مِـنّـي وأنـا
يَـشْتَـكي دمـعـي جِـراحَ الـبُـعْدِ فِـيـّـا
فَـتَـعـالَـيْ واسْـمَـعـي يـا صُبْحُ آـ
هــاتِ قـلـبـي كـيـف يُـلْـقـيـهـا شَــجِـيـّـا
وامْـسَـحي بـالـقـربِ آلامَ الـنَّـوى
وامـسـحـيهـا أَدْمُـعي عَـنْ وَجْـنَـتَـيـّـا
طَـوِّقـيـنـي بـذراعَـيْـكِ وضُـمّـــــــ
ــي إلـيـكِ الـصَّـدْرَ يُـسْـرِرْكِ نَـجِـيـّـا
قَدِّمي ليْ الرّاحَ كي أَرْويْ الصَّدى
شَـرِّبـيـنـي واشْــرَبـي مِـنْ راحَـتَـيـّـا
جَــرِّعـيـنـي وفــؤاداً ظــا مِــئـــاً
مِـنْ سُــلافِ الـحـبِّ رَقْـراقـا رَوِيـّـا
واسْتَقي لي مِنْ رِضابِ الثغرِ رَيّـا
واسْـكُبي خَمْرَ الـلَّـمى فـي شَــفَـتَـيـّـا
وأَعـيـدي لــي بـقـايــا رَمَـــقٍ
وزمـانَ الـوصـلِ بَــسّــامــاً هَـنِـيـّـا
يـا لِـقـلـبـي كـيـف يـنـسـاكِ وأنـــــ
ـــــتِ لـديـه مـثـلَـمـا الـــرّوحِ لَـدَيـّـا
لـسـتُ أنـسـاكِ وقـلـبـي خـافِـــقٌ
أنتِ مـا أغـلاكِ مِـنْ نـفـسـي عَـلَـيـّـا
م . نواف عبد العزيز
(أبو عبادة )
13/9/1990
تعليقات
إرسال تعليق