ميلاد العشق بقلم الاديب كمال نزيهة
المختوم بالشمع الأحمر !..
يااا لعينيكِ نوافذ روحي
دعيني أُسافر بهما ...
أُفتّش عن وجعي الأشهى
أرسم وجه نزيفي ..
وغربة كلّ المقهورين
على أرصفة الوطن المذبوح ؟!..
إنّي أصغي إليكِ
وأنتِ تحكي عن هَمٍّ يسكنُ القلب
فأقول لكِ : همّكِ أصغر !..
تغضبينَ أو تبكينَ أو تضحكين
ولا تعلمينَ ...
بأنّ الحُزن قطارٌ ينسى
وجه الرّكاب .. وأسماء
المصلوبين على جسر الشوق ..
أَتُعيدينَ طفولتكِ وذاك الأمل
المتألّق بكِ أبدا ...
وأنتِ ياغمرة صدري تفتحينَ
دفتر حُلمٍ يُراقصُ ذاكرة الورد
ولاتدرينَ .. أم تنسين !..
أنّ الجُرح صديقي أنّى سِرتُ
أو مضيتْ ...
وأنّي مفتونٌ كالطفل بألوان المطر ..
القادم من وطن الشهداء !...
أنااا كطفولتكِ ...
أبحثُ عن فرحي المفقود
أرحلُ نحو صواعق جرحي الممدود
أشربُ من كأس الضوء العبق
الطالع من جسدِ الحُلم الآتي
من الآفاق بلا حدود ..
سأُصارحكِ ليلاي ...
تعالي نتحدّث :
الآن .. الآن ...
أجراس قلبي بكِ تُقرع !..
من سورة عشقي لعينيكِ ...
أحيا وحدي
من سورة عشقي ..
لروحكِ التي تُعانق روحي
أحيا وحدي !..
أنا فرح الأطفال بالأعياد ..
في ذاك الزمان المُباد
أنا من أوصاهم التمسّك بالأمجاد
والوقوف بوجه الأضداد
من سرقوا فرحة العيد
والثوب الجديد ...
وأجهضوا السلام الوليد !...
أنا نهر اللؤلؤ في صلوات النّشوة
أنهلُ من خمرِ الشفاه
عتّقها الشوق المُزهّر في دنياكِ
ومازلتِ تحكي عن هَمٍّ ..
يسكنُ القلب ..
عن سِرٍّ .. وأحترفُ الإصغاء
قد يمضي هَمُّكِ
وتنمو تيجان الأمل
المُشتعل على أروقة الحلم !..
وأكونُ الوهَج المنثور
يُحاصُرِكِ بقافلةٍ من صبواتِ
العنبر ..
يَشعُّ من قنديل العُمر ..
وروحي تدخلُ باب السِرّ !..
هوَ السِرّ شهيّ بوحَه
في ملكوتِ الحُب ...
( حُب .. كلمةٌ من حرفين
لكنّها حديث طويل ) !..
تعالي ليلاي .. تعالي
لم أُكمل حديثي بَعدْ ..
لكن حُنجرتي غرِقت
برماد الأيام المختومة
بالشمع الأحمر ..
فأرحل من أجل الشمس
النائمة على شفتيكِ
أدخلُ وهج فساتين الفجر
ودنيا الألق الأشهى
أقرأُ مارسم الله على نهديكِ
أسكنُ موجة عطرٍ نشوى
أغفو فوق وسائدكِ وأُكابدُ موسِمَكِ
فأتألّق في صلوات العشق
المختوم بالشمع الأحمر !..
يامن تحرسكِ ملائكة القدر
يالؤلؤة وقفت ترتاح على باب الفجر
ومدّت للّه يداً وخصلة شَعر متمرّدة
وطفولة وجهٍ يسكنُ أوردة
الفرح القادم كماء النهر ...
من صوتكِ يتدفّق الصهيل !..
يتدفّق ينبوع الورد
وتتدافع أغصان الضوء
تُبَشّرُ بأكداس النور
من ذاك الزمن الأصيل ..
وأنا العاشق في هذا الليل الكافر
أبحثُ عن عنوان .. أين أُسافر ؟!..
وأعرفُ أنّ الدرب شَقيّ مالم
أصلُ باب الله !...
نديّ صدركِ .. فاتنٌ شموخكِ
وعلى شفتيكِ الشمس تنام !..
وأنا من أوج نزيفي
أُبصرُ بين حدائق خيالي
ليلاي تتعرّى تلبسُ ثوب الفجر
تفكُّ ضفائرها
يتساقطُ شلّال الضوء
من وجهِها فوق جبيني
وعلى جسدي ...
فأفتح صدري أرى قلبي
يرقصُ .. يقفزُ .. كالحصان
الجامح في عرس الألوان ..
فتتألق الأشجار
يتفتّحُ الورد والياسمين والأزهار
ويتألق أطفال بلادي
وأنشودةُ وطن ...
تُزيلُ الليلَ وكلّ بقايا
العشق المختوم بالشمع الأحمر !..
* * * * *
بقلمي: الأديب د. كمال نزيهه🌿
6 - 2023
تعليقات
إرسال تعليق