كتب الشاعر مصطفى محمد كبار قصيدة بعنوان الشاعر الجليل


الشاعر الجليل

أنا لست قابيل و
هابيل

بل شاعرٌ
أجس نبض الحكايا في
الشعر
و أضعها على باب الحجارة
كالمراسيل

رغم كل الصعوبات و كل
العراقيل

أنا لمثلي
تماثيل من نور
بضوء القناديل

لمثلي شغبٌ بضمير
السماء
لا النار يوصلني
لأحيا
و لا ماء الخليل

كم أنا حاقدٌ على
القصيدة
فكل كلماتي بقايا أحلام
مدفونة
بظل النخيل

هي مثلي في النسيان
نائمة
و بالقرآنِ و  الإنجيل

أنا و القصيدة  تائهان
معاً
نشتت الصواب على دروب
اليأس 
و نسترشد  بالذئب  
الأكيل

فلا نحيا واثقين  
بالحياة
لنعود  لواحة الشياطين
و كل  أيامنا  هي  
رعبٌ  و  سجيل

كل  مفرداتي هي إنفجارٌ  و  
كارثة
ك نار البارود  مشتعل
بألف  فتيل
 
فالموت  ليس  حق علينا
لنباركه
بل حربٌ  للقاتل  المأجور  
بجسد  الضحية
فكيف الموت  استكمل  
وثيقة  الوصية  
إذاً 
و تناثر  من حولي نقدُ
و حماقة المهابيل

أنا  عن  نفسي  مستغربٌ 
لهذا  التفكير
كرمٌ  دائم  للحقير  و  طعنٌ   
للطيبِ  الأصيل

و هذا  الجرح  بطريق
الوجع
كيف   أرده  للوراء  
للنسيان
و جرحي  ليس  له  دواء 
بكل صور الأشعة 
بكل التحاليل

فأنا  لن  أشفى  من  الحمى
و الرشف البارد
قلبي ليس  له  آخرٌ  أحمق
يشبهه
أو   مثيل

كيف  مازال  يغتالني  العمر 
بسواده  و  يمضي
و جرحهُ  يغدو  خاسراً
ساقطٌ  ذليل 

فأنا  هكذا  دائماً  بسيرة
الشقاء
أعطي الحياة  لمن لا 
يستحق  الحياة
و أقتل  ذاتي  التائه  
النحيل

فإعتذار  
من  هذا  العمر  
المغدور 
من هذا  الزمن  المر  
الثقيل

و إني  لست  كافرٌ  بحق
أحد
و  لم  أرتكب  ذنباً  بما
يكفرني
و بالخير و  التسامح  كريمٌ
لستٌ  ببخيل

و لا  أسير  بمسار  
البشر 
مختلفٌ  تماماً  أنا  بأضرحتي  
و مكتئبٌ  بالوغى
لا  شيء  يشبهني  بهذا
الكوكب الكبير
وحيداً  أرتحلُ  بجسد 
الموت
فلا  اخشى  من  القيامة
و إن  فاض  الكيل 

أرقٌ  يكاد  أن  يكون  
أقذر
من  الكفر
و الروح  غدت ْ  تنازع  الموت
بالويل
 
أنا  لمثلي تماثيل ٌ
من  ذهب 
و حكمٌ  ببوح  القصيد
و سيف  يرنو  بالأقاويل

هل  يبدو  أنني  قد أكثرت  
بجرعة الخمر  
حين  إنكسرت  هناك  مع
الكلمات 
ف شاخت  كتاباتي  كلها 
على  أحجار  الرحيل

و ملحمتي الشعرية 
لما  بقيت  تشهق  من  اليأس
بالبكاء  و  العويل

هو  ثوب  خيبتي  قاهرٌ 
بنشيده
و الدمعُ  مطرٌ  دام  بوجه
العرش  يسيل

ألف  أمة  ماتت  بعيني
بجهلها
مقتولة  هي  صلواتي 
و ألف ديانة 
لا  تردني  للتوبة   بقلبي  
القتيل

فهل  ستغضب  مني الملائكة
و الرسل 
هل  سألقى  حتفي  بهذا
الظلم  الغليل

فإني  جرحٌ  ماضٍ  عتيق
يجرُ  ورائه
أضرحة  الايام  و الحسرة
أطنانٌ  و  تراتيل

لمثلي  لهم  
أحلامٌ  بأجنحة  
الريح
فكرٌ  يتسع  أن  يحمل 
الرقص  و الغناء  و  الشجن
بحزن  المواويل

وحي  القصيدة  هي  
عبادتي
و كل  المفردات  هي  
نجومٌ
تختزل  المعنى   بالمدى  
الطويل 

لكن  حقائبي  بالأحلام  
هي  بقيت  خالية  
خائبة  ليس  لها  
سبيل

و جدران  أحزاني 
قلاعٌ
عالية ناطحة  للسحاب
حنين ٌ  لمن  ماتوا  
بعيدين
و نوحٌ  يشدُ  طعنه بالجسد
كدخيل

هكذا  أمضي  بالضباب
بسر  الندامة
شغبٌ  بدرب الموت 
و قلمٌ  يدغدغ  بجدار  
الليل 
ليهزم  المستحيل 

ضجري  يصارعني  بذكرى
الراحلين
و ألمٌ  في  القلب  و لا 
أدري
لماذا  بكبر  هذا  الوجع
القلبُ   لا  يستقيل

دوماً  لغيري  هناك  
راحةٌ  
بوطن  النعيم  و  
أوسمة
و جحيمي  عاثرٌ 
لماذا  تنثرني  هلاكاً
و لا  ترضى   بنجاتي  
و لا   بأي  
بديل 
 
أنا  الشاعر  الوحيد 
قلمي من  ضباب

أنا  الشاعر   الجليل 

............   سجيل   واد  في  جهنم
و طين  متحجر

مصطفى محمد كبار 
ابن  بعدينو   ✍
حلب سوريا   ٢٠٢٣/٧/١٧

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الاديب الأستاذ غسان أحمد ألظاهر قصيدة بعنوان الألق البهـي

كنب الشاعر السوداني جونسون اموم نياويل خواطر الحب

قلت لها بقلم الشاعر خالد عمران