مناجاة عاشق بقلم الشاعر حسام الدين صبري
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
قَمَرٌ فِي النَهَارِ
وفِي الَليلِ بَدرا
أشْعَلَ الفُؤادَ واحتَكَرَ
أيَامَ العُمرِ أجمَلُهَا
وزَرَعَ القَلبَ جَمرا
يَالَيتَهُ يَعلَمُ
أنَنِي أُنَاجِيهِ سِرًّا
وأعشقَهُ جَهرَا
وأنَّ العَينَ تَذرِفُ دمعًا
وتَسألُ اللهَ الصَبرا
أطَاحَ بِي الَليلُ
ولازِلتُ أنتَظِرُ الفَجرَا
يافَجرَ الِلقَاءِ أشرِق
ورِفقًا رِفقًا بِقَلبٍ
يَتَوسَلُ ويَتَسَللُ
في الَليَالِي مُستَتِرا
يَخَافُ لَومَةُ لاَئِمٍ
مُتَعَجِبٍ يَسألُ كَيفَ
تَحمَّلَ هذا وصَبِرا
شَرِبتُهُ دواءً
يُخفِي الدَاءَ في
كُلَّ قَطرَة
لَيتَ فؤادي بِيدي
لَيتَهُ مَاشَرِبَ ولاَ سَكِرَا
قَمَرٌ تَجَلَى فِي الَليلِ
وفِي الأرجَاءِ وانتَشرا
بَايعَه النَاسُ
وِلاَيةالحُسنِ وسُلطانَ
السِحرِ
طَاغِيًا فِي رِقِّتهِ
ومِنْ عُذُوبتهِ يُولدُ
ألف نهرا
يَحمِلُ الحُبَّ فِي عَينَيهِ
كَنَبيٍّ يَحمِلُ البُشرى
مَلِكٌ استَرَقَّ القَلبَ
وتَحكَّمَ
في الأنفَاسِ والصَدرا
فَفِي عَهدِهِ الرِقُّ حَلالٌ
والحرامُ أنْ أغدو حُرا
فَاتِنٌ هَزَّ العُروشَ
واستَبَاحَ الهَيبَاتِ الكُبرى
كَيفَ لاَ أعشَقَهُ
حَتَى أحتَضَرُ
أحِبَهُ أقُولُهَا لليلِ للطَيرِ
وللأشجارِ
إنْ كَتبتُهَا بِاليُمنَى
تَزيدُ عَليها اليُسرى
ياسَيدي
إنَني فِي هَواكَ مُتعَبٌ
والعِلَةُ في أجزَائي
مُنتَشِرة
وشَظَايَاكَ تُبعثِرُ القَلبَ
عَلى دفَاتِرِ الشِعرا
أكتُبُ فِيكَ مَالَمْ يُكتَبُ
قصيدةً تِلوَ الأخرى
ويومًا صَامتَا
ويومًا شَاكيًا مُمَزَّقًا أنَا
مَابينَ السِرْ والجَهرا
سَألتُ اللهُ يتولاني
ويعفو
عَنِ الخَطِيئَةَ الكُبرى
كَأنَّ ذنُوبَ الدنيا تُغفَرُ
وذنبَ العُشَاقِ يُوقِدُ
الجَمرا
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
حسام الدين صبرى/
ديوان/بقايا حلم
تعليقات
إرسال تعليق