رسائل مستعجلة الى السندباد بقلم الاستاذ الشاعر الكعبي ستار

...... رسائلُ مستعجلةٌ إلى السندباد.............

الرسالةُ الأولى

لِمَ لا تخرجُ من قبرِكَ يا سندبادُ

فالبرايا على أرصفةِ الجوى بانتظارٍ

........................ما هذا الرقادُ

طفلٌ يبكي في الطرقاتِ يناديكَ تعالَ

وعلى شفتيهِ ابتسامةُ خوفٍ يذبحُها المحالُ

يصرعُهُ الجوعُ ...وفي عينيهِ سؤالُ

شمسُكَ خاصمتِ النهارَ

في خلجانِكَ يبتلعُ الموجُ القرارَ

فلاحٌ في زمنِ الجدبِ

لا يملكُ أرضاً

وبلا منجلٍ ينتظرُ الحصادَ

عاملٌ يبحثُ عن سندانٍ... عن مطرقةٍ

بينَ رُكامِ الخردةِ

يصنعُ سيفاً... يصنعُ نبلاً

في خارطةِ الكونِ يعلو هتافاً

الموتُ لأمريكا... الموتُ لإسرائيلَ

والبلادُ ................

من وحي الماضي

في مدنٍ شاختْ

في لامةِ حربٍ من سومرَ

صوبَ طائرةٍ هرولَ الجندُ

أطلقوا وابلاً من السهامِ

معركةٌ دارتْ

تبحثُ عمَّنْ يُعطيها معنىً

ويداعبُ أيتاماً

ويواسي أرملةً

شيخاً أرهقَهَ السعالَ

تبحثُ عمَّنْ يصرخُ من رشدِ حضاراتٍ ما زالتْ شامخةً

باللهِ عليكَ تعالَ

سندبادُ أما تسمعُني

إنسانٌ مكلومٌ أعياهُ الأنينُ

وارتسمَ الموتُ بعينيهِ...رشحَ منهُ الجبينُ

في غياهبِ حيرتِهِ ارتعدتْ كلُّ فرائصِهِ

آهِ يا سندبادُ

غاباتُ نخيلٍ تبحثُ عن ماءٍ

لِتَبُلَّ صداها من زاحفاتِ الرمالِ

تصرخُ باللهِ عليكَ تعالَ

حتى المومسُ من أوجاعِ مخدَّتِها قد نادتْ

ملَّني عهري

أبحثُ يائسةً عن طهري

أبكي شرفي الدامي

بمُدى قومي

وأحنُّ لنعلٍ مرقوعٍ كم قد عانقَ فقري

تصرخُ نادبةً باللهِ عليكَ يا سندبادُ

من صخبِ الليلِ الساكنِ بالعُفنِ أريدُ خلاصاً

أخرجْ من قبرِكَ هذا

حطِّمْ قيدَ كلِّ زمانٍ

عربدْ غضباً

أُمطرْ بحجارةِ سجيلٍ

صوّبْ في كلِّ مكانٍ

ما بينَ الصرائفِ فجِّرْ قصورَ الخداعِ

لِمَ لا تنهضُ للثأرِ المُضاعِ

لمْ يَعُدْ شطُّكَ ثغراً للخليجِ.

لا تعرفُ أرضُ فراتيكَ غيرَ الضجيجِ

وسفينتُكَ الثكلى

تصرخُ في تِيهِ الصراعِ

من أحزانِ الماضي

من آهاتِ الحاضرِ حبلى

تتحدّى ببقايا من شراعٍ

صوتُها المبحوحُ يناديكَ هل من رجوعٍ

ولفجرٍ آتٍ هل من طلوعٍ

آهِ قد مزَّقتني الرياحُ

تنزفُ أكداراً مني الجراحُ

في لحظةِ ضعفٍ قلعوا ساريتي

رُبّانٌ لا يعرفُ غيرَ الخوفِ يُمسكُ بوصلتي

وبلا خجلٍ في عُرْيٍ قد صلّى من غيرِ أذانٍ

كلٌّ بارتهانٍ

إنّي أغرقُ

لا أريدُ انتشالاً برفاتٍ للعبادِ

والبرايا في ظلمةِ تِيهٍ وبلا عنوانِ رشادٍ

تُبكيكَ الخلجانُ دماً يغمرُها الحنينُ

أُخرجْ ..... منذُ رحيلِكَ عنّا والموجُ حزينٌ

..........................

الكعبي الكعبي ستار