كتبت الاستاذة نضال سواس قصيدة دثار الحوف


دثار الخوف
مدثرون بالخوف نحن إلى حدود الإختناق
نلتحف العبث ...يكممنا الذعر ويسرق من أعيننا إدراك المشهد ...إذ لا قدرة على التفسير ..نتجرع الصمت علقما ً...توخزنا تلك الشظايا البعيدة ..نجيد غرسها بداخلنا كما ومبضع جراح ماهر يوغل في تمزيق جسد الحقيقة ليخفي تلك المسننات اللعينة في أجسدانا ...هي هناك لكننا نتشاركها وإياهم هنا ....وياااا للألم !!
لا نفصح ...لأننا ما عدنا نجرؤ..هس :اصمت سيُلقى بك وحيدا بالمجرة ...ستُنفى بلا هوية قد أُحرقت بصمتك ...إياك أن تكتب إياك أن تعلن ...ستُبْعد ،ستُستأصل للمرة الثانية بعيدا عن وطن أو شبه وطن ...
سيسُلخ منك حتى ظلك ...بكل الأحوال ماعدت (أنت) ...ابحث عن معنى كلمة أنا أو (أنت) ...لن تجدها ...صدقا لن تجدها ...تلك الضمائر استؤصلت هي أيضاً ...لن تجد سوى (هم )...قاموس الإنسانية بات مزيفا ً هو أيضاً .((هم)): ضمير اللاضمير الحاضر أبداً ...والغائب الحاضر أو الحاضر الغائب ...يبقى أنت أنت فقط بكل هزل الضعف.حقيقة يا ((نحن )) هذه حقيقة ...ربما لم نعد نفهم الحقائق ...في زمن العبث هذا ...يقولون ...هذا صحيح وذاك مزيف ونحن مازلنا قابعين على الأرجوحة ذاتها ....نخشى السقوط .
أنخشى السقوط ؟ ....لكننا سقطنا، أم هل هنالك من بعد ؟
قد درسنا كل شيء ...إلا الحقيقة ...أتساءل هل هنالك علم يدعى الحقيقة ؟
درسنا التاريخ والجغرافية وعلم الأخلاق وفلسفة الجمال ..درسنا اللغة العربية الفصحى ...درسنا الديانات والسياسات ..الحروب والمعاهدات والهدنات ...درسنا كل شيء ...إلا الحقيقة ...قُذفنا كما الحصى في دوامات التوه ...ماعدنا نفهم أي شيء ...حسنا حتى الأرض قالوا انها اهليليجية والان يقولون كانت نظرية خاطئة والقمر قالوا أنهم هبطوا عليه والآن تعترف ناسا أن تلك الصور ما كانت إلا مزيفة وأخذت حينها في استديوهات ...اوووف لا نعم أي زمن نحن فيه ...يقولون أن هنالك بعداً سابعاً ...يقولون يوجد عالم مواز ....يقولون ويقولون ...ماعاد يهم ما يقولونه ...ما عاد مهما ً .أدمغتنا باتت محملة بالكثير ربما أصبح من المهم إجراء عملية فرمتة لها ...لنحذف كل شيء ونبدأ بالفهم من جديد ....لنبدأ فقط بالحقيقة ..
بعيداً عن التنمر والمشاحنات والاتهامات ...يا للتنمر الذي يجعل الكل جلادا وقاضيا ومستهزئا تجاه أي فكرة لا تناسبه ...عالم مقزز بالفعل ...ربما لم يصبني أنا تحديدا أو أنت او هو لكننا نرى جيوشاً من الأفكار المعادية والمدمرة من البشر تجاه بعضهم البعض .
هل هو فعلا زمن اللاجدوى ؟ هل هو زمن سلب الإنسان من كرامته وتركه بعيدا مجرد كتلة حية ليس لها أي دور ؟
يسلب من الإنسان عمله ...هكذا بكل بساطة يرمى ليمضغه الواقع المادي بشراسة ويتفه بصفاقة مستبدلاً إياه بالآلة ...توفير أجور ورواتب ..ولمن هذا التوفير ؟ تخصص الأموال الهائلة لتطوير البرامج الألكترونية المفروض أن العلم لخدمة الإنسان لكن مانراه أنهم باتوا يستخدمون العلم لسحق الإنسان ...كل شيء في هذا الزمن ...غريب ومزعج ...
فقط هو زمن البروباغندا ...وتبقى ممهورة بأختام الفرض والقبول المشروط ...ولا اعتراض .
لك أن تشوشك الأفكار ...لكن إياك وأن تخرجها للعلن ...لا تكن مضحكا وتفترض مجرد افتراض أن هذا جبن ...نعم قد يكون جبناً ؛ لكن ؟ ولنفرض أنه جبن ....ماهو البديل ؟ اعطنا البديل ....لن تستطيع ...هذه حقيقة ...فالبدائل ياعزيزي القارئ ببساطة ...تُحرق ...تردم ....تُدمر .
هل من سؤال آخر ؟ آه تقصد افتراضات فقط ...إذ يجب أن تكون دبلوماسياً ومرنا ً في طرحك حتى لأفكارك الداخلية ...
بوابات الصمت ليس لها مفاتيح ...لكن لها ما يرصدك في داخلها ...نعم هذا صحيح .
تريد أن تسأل ؟ اسأل لكن همساً
لا دندنات رجاء حتى الدندنات ...ممنوعة .
ذات أمس كان هنالك زمن المنشار ...إن تذكر ...والآن زمن المقص ..لسانك ..عقلك ..موقفك ،استنكارك إنه زمن الاجتثاث.
هل تسأل عن هاته الكلمات ؟
الحق ...الخير ...الفضيلة ؟؟
كلمات أصبحت مصطلحات خارجة عن درفات القواميس والموسوعات اللغوية
المهم أننا نبحث عن معنى الحقيقة كما بتنا نبحث أيضاً عن معنى إنسان ...ومازال
البحث جاريا ً ....فهل ؟؟

بقلم : نضال سواس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الاديب الأستاذ غسان أحمد ألظاهر قصيدة بعنوان الألق البهـي

كتب الشاعر علي أحمد أبو رفيع سقيم

كتب الدكتور صالح وهبة القصيدة بعنوان لغة العيون