رسائل مستعجلة الى السندباد بقلم الاستاذ الشاعر الكعبي ستار
الرسالة الثانية
سندبادُ
من قلبِكَ كلّمني
زدني عزماً
وازرعْ من همِّكَ في قلبي همّاً
يحكي عن أشجانٍ
تبكي فيها أحلامي
سيفُ الدهر بمنحرِها يبني الضريحَ
وحسينٌ فيها كانَ الذبيحَ
كلّمني عن بلدٍ لا يغلقُ باباً...لا نافذةً
عن عدلٍ ضدَ الإرهابِ
عن ذي القرنينِ
يسجنُ يأجوجَ ومأجوجَ
والغزوَ الممجوجَ
عن إنسانٍ يذبحُ بلعمَ في داخلِهِ
يقتلُ قارونَ وفرعونَ
عن فلسطينَ كلّمني
عن دمِ الأحرارِ المُراقِ
حتى الخُدجِ أسرى في غزّةَ يا سندبادُ
عن مجازرِ صهيونٍ في لبنانَ
كلّمني عن يَمَنِ الموتِ
عن أنينِ العراقِ
يُذبحانِ بيدِ الأعرابِ
آهِ إنّا في أوغارِ الزمنِ المُعاقِ
كلّمني عن ظمأِ الأهوارِ
عن أشلاءِ الجاموسِ المتناثرِ فيها
برصاصِ الأشرارِ
عن أطفالٍ شابوا في رزايا الضياعِ
عن شيوخٍ كم غابوا في تجاعيدِ العمرِ
أفزعوا الموتَ في حالكاتِ الصراعِ
عن جيوشِ الأراملِ تستجدي العهرَ في ساحاتِ الجوعِ
بالأحزان الثكلى...بالبكاءِ
وعذارى بسنِّ اليأسِ
بلا عرسٍ في الشقاءِ
عن أيتامٍ في حفرِ الأرضِ وعُري السماءِ
بين ( الطرطيعِ ) يعيشونَ البؤسَ
في غاباتِ نخيلٍ يابساتٍ
ما بينَ أخاديدَ قد أرضعَها الجفافُ
وخنادقِ موتٍ حفرتْها بالخوفِ السنونَ العجافُ
في الشُّحِّ المياهُ
يتقاسمُ شربتَها ظَمِئٌ
مع حيوانٍ لِيَبُلَّ صداهُ
ها هنا كم تُدارُ العيونُ
ترمي بالنظراتِ هناكَ
وصراخٌ يعلو في التِّيهِ
لا أريدُ الهلاكَ
.........................
الكعبي الكعبي ستار
تعليقات
إرسال تعليق