الكاتب الكبير حمزة فؤاد جدوع


عنوان المقال
العفو والتسامح مصدر قوة لبناء
مجتمع خالي من الحقد والضغائن
الباحث
حمزة فؤاد جدوع
العراق
من البديهي جدا ان نبحث عن موضوع مهم من مصادر رصينة نعتمد في صياغته على الاسس المبنية على الأرث الحضاري بالقيم والعادات والسلوك والأخلاق الرفيعة والعفو والتسامح له الأثر في البناء الفكري والثقافي والأجتماعي لمجتمع يرفص فيه الظواهر الاجتماعية السيئة في السلوك والعادات ويدعو الى النقاء والصفاء والرقي تمهيدا لمواجهة ظاهرة تنخرعقول الناس والمجتمع وتصيب بالجهل والتخلف، وعليه يتطلب التوعية والتثقيف بأتجاه بناء حياة سعيدة ومجتمع مزدهر بالسلوك القويم وتواصل فكري ووجداني ينبع من قيم ونظرة جميلة ورائعة نحو ارادة حرة أبية لممارسة الحياة والمبادئ الأنسانية ، ليمنح شيئا للانسان مَن مَشاعِرفي العلاقة الإِنْسانِيَّة التي تتصف بالصفات والاخلاق السامية والحميدة وتقترن بالعفو والتسامح بين الناس باعتبارها مصدر العادات، والأعراف، والتقاليد، وقواعد السلوك، وعليها تقوم عملية التنشئة الاجتماعية،
أصبحنا اليوم بحاجة كبيرة إلى التسامح في حياتنا اليومية ، حيث أنه الحل الوحيد للتخلص من المشكلات المعاصرة مثل الصراعات، والتاريخ يزخر بشخصيات عديدة وكثيرة تبنت نشر التسامح والعفو ،والإنسان القادر على التسامح يتّصف بالكرم الأخلاقيّ السامي والخُلق الحسن، العفو والتسامح خُلُقان كريمان تحتاجهما النفس البشرية لتتخلّص من كل الشوائب التي قد تعلق في القلب من أثر الأذى، وكذلك لينعم الأفراد بالخير والحب وانشراح الصدر، وهما يتحقّقان بطولِ صبر واحتساب الأجر، ولا ريب أنّ تغليب العفو والتسامح على العقاب ينجّي الأفراد من الرواسب الاجتماعية التي تنهك قدرات الأسرة والمجتمع ٠
والتسامح هو صفة الأقوياء ومن أفضل الصفات التي يجب أن يتسم بها الإنسان صفة التسامح بالشيم والشجاعة، والقلب الكبير الذي يدعو دائما على مسامحة من يخطئ في حقك هذا شيء كبير عند الله ويزيد من القيمة بين الناس، ويعتبر من أسمى القيم الإنسانية وصفا" في أسلوب الإنسان في الحياة، ومن أعظم الفضائل التي عرفتها البشرية هو التسامح، وأكثر الصفات سموا في الخلق الحسن والطيبة وكرم الأخلاق، ويعد أمرا" يجعل الإنسان يتجاوز الخلافات والمشاكل ويترفع عن الصفات السيئة والمنبوذة بين المجتمع، ويغض الطرف عن بعض الأمور ولا يرد الإساءة بالإساءة، ، هو القادر على تجاوز جميع الخلافات الموجودة لدى الفرد مع الآخرين، والتغلب عليها بمفاهيم وأساليب حضارية وأخلاقية، هو رمز القوة وعنصر بناء الإنساني والمجتمعات، ومنبع قوة ، وهناك علاقة متناغمة بين تطور وتقدم المجتمعات وبين التسامح ، وصفة التسامح والعفو صفة مقدسة أيضا" تبعث الاطمئنان والسكينة في النفس وبين الأفراد، وتنشئ مجتمع موحد، وهي دليل على التحضر، ويقضي على الكراهية والحقد بين الناس، ويعزز السلام بينهم، ويساهم في بناء المجتمعات المتحضرة بشكل كبير ويجعلها متينة وقوية بعيدة عن صراعات أو فتن، ويجعل الفرد لا يفكر في مصلحته الشخصية فقط، بل يفكر في جميع من حوله ٠والأيام تمضي ولا تعود والعمر لا يتكرر مرتين واغتنام فرصة العمر ليتنعم الإنسان بمظاهر السعادة في النفس وانتقاء فضيلة التسامح للخروج بالأخلاق الحميدة والحسنة والتعامل بروح المحبة والتسامح والسلم والسلام مع الأخرين ، فهي السعادة بعينه، لا تجد للسعادة مكانا في زحمة جوي مشحون بالقلق والحقد والكراهية ، ولا يمكن أن يتحقق التسامح بالجمود الفكري والعقلي وقلة العزيمة والقناعة وهي القاعدة الأساسية في تكوين السعادة والامل في العيش بسلام وأمان بين الجميع هو احترام و قبول التنوع و الاختلاف من خلال الانفتاح والمعرفة وحرية الفكر والضمير والمعتقدات ، فان التسامح ليس فضيلة أخلاقية فقط بل فضيلة سياسية و قانونية ، وهي فضيلة تساهم في استبدال ثقافة الحرب بثقافة السلام، والتسامح يترك اثرا طيبًا في قلب صاحبه، فهو يخلّصه من مشاعر الحقد والغلّ على من تعرض له، ومن آثار التسامح أيضًا، نيل رضا الله وبالتالي يرضى الإنسان عن نفسه، فيشعر بالسعادة وتزيد ثقته بنفسه، ممّا يزيد إنتاجيته ونشاطه فينشغل بأعماله عن تتبّع أخطاء الناس وزلّاتهم ٠ وقال الله في محكم كتابه ( وإن تعفوا أقرب للتقوى) سورة البقرة ٢٣٧، هذا ما نحتاجه في يومنا هذا لتسود المحبة والوئام بين الناس لبناء حياة سعيدة ومجتمع خال من الضغائن والكراهية والحقد والحسد والنميمة لينهض الجميع بمسؤولياته الفكرية والثقافية والأدبية والتقدم العلمي والتكنولوجي لركب التطور والتقدم ٠ مع تمنياتي بالتوفيق وحياة سعيدة للجميع تن شاء الله ٠٠

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الاديب الأستاذ غسان أحمد ألظاهر قصيدة بعنوان الألق البهـي

الشاعر الهادي عباس كتب شعر ياقلب

الشاعر الهادي عباس .. تونس 🇹🇳 كتب ظلم الزمن