كتب الشاعر حسام الدين صبري الشعر ساحيا بعدك
__________________________
أنَا لَم أشأ من هواكَ قطرةً
وإن جفتُ الأنهار
إن كانَ الغَيثُ في عَينَيك
فإني كَرهتُ الأمطَار
إنْ كانَ الخَيرُ في بقَائك
فَلنْ أكَررُ ذنبَ الإختيار
فلاَتَسل عَن قلبٍ ذَاتَ يومٍ
هَبَ وثَارَ
أُجهضت ثَورتهُ بِيدٍ تَقتُلُ
حُلُم الثِوار..
أُغتِيلَ في ظُلمَةَ الَليلِ
وشُيعَ في وضحَ النهَارَ
لاَتَسل كيفَ
تَحولَ مجرى النهرُ وارتفعت
بَيننا أسوارَ
لاَتَلمَ المُرتدُ إن عادَ لِرُشدِهِ
أيُلاَمُ الغَافل
إنْ تَابَ. ورَدد إستغفَار
ولاَتُطلقُ الدَمعُ قذَائفُ
فمَا عَادت تُصِيبُني ولَن
تُغرِقُني في البحار
فلَم يَبقَى ضَعفي العَزفُ
بِهذِه الأوتَار
لَيتَ الدموعُ تُبطِلُ سِهامَ الغَدرِ
وتَعُودُ بِالربيعِ والأزهَارَ
متَى البُكاءِ عَادَ بِمنْ رَحلَ
منْ مَاتَ
لاَ يَحيَ بِنَدمٍ واعتذَارَ
لاَ تَقُل شيئا ولَن أقلُ هكَذا
شَاءتُ الأقدَار
ولَنْ أدعُو عَليكَ يَكفِيني
أن أترُكُ لكَ النَدمَ تِذكَاراً
وابكي كَما شِئتَ فوقَ دفَاتري
لكَ مِيراثُ الأشعَارِ
فَإني بَريءُ
من كُل مَاكَتبتَهُ فيكَ
حيَاةً كَانَ أوِ احتضَاراً
لكَ البقَاءُ
بينَ أطلالي بَاكِيًا تَلعَنُ
نَفسكَ مِرارا وتِكرَارا
وابني منَ الأحزَانِ بيوتًا
فَلنْ تَهدأُ في هذهِ الأوكَارَ
بِلقَاءُ الذكرياتِ والَليلُ
هَنيئاً لَكَ بهذا الحِصَارُ
سَأعُودُ بعدكَ مُتفائِلاً
أنزِعُ عَني ثَوبَ اليأسِ
ومنَ الَليلِ سأصنعُ النهارا
قَدرُ عَشقتُ خَائنًا وأنَا
لَستُ بِلاعِنِ الأقدار
إن كانت معكَ الأيامُ ضدي
فَصبرا
إنِ الزمَانَ عليّ جَارَ
سَتُعلنُ بَعدي هَزيمتُكَ
وتَمضي بينَ اليأسِ والإنهيارا
سَأعُودُ بعدكَ
بالحياةِ وبالربيعِ وبالأمل
سَأبني لي دارا
فَلنْ يَأتيكَ يومًا وتَشعُرُ فيهِ
أنَ قَتلي كَانَ لكَ انتصاراً
_______________________
حسام الدين صبري
تعليقات
إرسال تعليق